المستشار د/ أحمد نعيم يكتب عن : وحدة العمل القضائى
جريدة جماهير"وحدة العمل القضائي"
قال تعالى " و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل "
والمخاطب في السياق ليس عموم الناس ولكن المخاطبة كانت لخصوص المتطلب للقائم بهذا العمل الجليل ، والحكم هو صفة من صفات الحق سبحانه والقائم بالعمل القضائي سواء في القضاء العادي أو الإداري وكذا الادعاء الجنائي أو التأديبي
فلا تباين فيما بينهم في الأدوات المستخدمة في تحقيق العدالة المحققة لغاية الحكم إظهارا لوجه الحق والذي هو صفته سبحانه، فكما قال صلى الله عليه وسلم " العلماء ورثة الأنبياء " أي في علمهم ، فكذلك " القضاة ورثة الأنبياء " ولكن في عدلهم ، فالعلم إمام والعدل إمام ، فإن لم يسبق بالرحمة كان الكبر والعجب ، فإذا تكبر الإمام ضاع العلم وضاع العدل ، والكبر كما قال صلى الله عليه وسلم له وجهان الأول احتقار الناس وهو من وصف خطيئة إبليس لعنة الله والوجه الثاني بتر الحق أي الاستعلاء على قول الحق ، لذلك مايز الحق سبحانه من خلال لسان الفرقان المحمدي بين أصنافهم حينما قال " القضاة ثلاثة " ولم يصلح عند الله منهم إلا الثلث ، فالعامل بالعمل القضائي لا ينبغي أن يغبن فرائضه ، وفرائضه الموجبة لأمر الله ثلاثة فإذا تخلف عن إحداها فقد ناهض استخلاف الله له في الأرض وهي الرحمة والعلم والعدل
وفي ختاما مشرق بنور أهله فإن العمل القضائي في كتائب سلطانه سواء القضاء العادي وصنوه النيابة العامة والقضاء الإداري وصنوه النيابة الإدارية فما رجاله إلا وسام لوجه العدالة والحق وقد أوجب لهم المشرع الدستوري والقانوني من الضمانات والحقوق بالمساواة فيما بينهم والتي تعكس عظم مسئوليتهم باختلاف مواقعهم في محراب العدالة في معارك إقامة موازين القسط حتى يستفيق الفكر والوجدان بعقيدة خالصة دون مكدر لها من شواغل الحياة والخلق فلا إمامة لأحدهم على الأخر ولا تمايز فيما بينهم ولا تفاضل فرسالتهم ووجهتهم واحدة ، فالإمام هو الحق والعدل ابتغاء مرضاة الله ، وحالهم التخلق بقول الله تعالى في أنبيائه ورسله " لا نفرق بين أحد من رسله " فرجال العمل القضائي هم رسل الله في العدل وضمير الأمة الحي بشموخ وهيبة ممزوجة بالرحمة وخفض الجناح لعموم الناس فلا ييأس طالب ولا يطمع متوسم..... وفق الله الجميع لما يحب ويرضي ونزه الضمائر من الغوائل .