زمن الفن الجميل



بقلم : ناهد الدمرداش
( غني لي شوي شوي غني لي وخد عيني )
بهذه الكلمات الجميلة غنت أم كلثوم واحدة من أروع أغانيها التي كتبها بيرم التونسي ولحنها زكريا أحمد في فيلم ( سلامة ) انتاج 1945م
فهل في عصرنا الحالي أغنية تحمل نفس هذا الجمال في اللحن والكلمات والصوت؟!
والجواب: بالطبع..لا
لماذا ؟
لأن الغناء في الزمن الماضي في معظمه يقدم من خلال مجموعة من الثنائيات العظيمة في الكلمات واللحن فتجد شوقي مع عبد الوهاب، ورامي مع القصبجي، ثم رامي مع السنباطي، وتجد بيرم مع زكريا أحمد ومأمون الشناوي مع فريد الأطرش، ومرسي جميل عزيز مع محمد الموجي، وحسين السيد مع عبد الوهاب، هذه الثنائيات قدمت لنا كل هذا التراث الغنائي العظيم لأنها عملت في مناخ من الود والتفاهم والمسؤولية، فخرجت أغانيهم بهذا الشكل الجميل الذي يعرفه ويحفظه كل عربي من المحيط إلى الخليج وما زال يعيش في وجدان كل فرد ونستدعيه في كل مناسبة سواء كانت مناسبة عاطفية، أو وطنية، أو أجتماعية.
أما غناء اليوم فيقوم ويقدم من أجل خدمة فرد واحد هو المطرب ولا يتم وضع المستمع في الإعتبار فتكتب وتلحن وتوزع وتصور الأغنية فقط لإرضاء النجم الأوحد،
وإذا كان أحد أهم مطربي هذا العصر يقول: ( ما بلاش نتكلم في الماضي )
فسوف أقول له: لا سنتكلم في الماضي لأن الماضي هو الجمال بكل معانيه وسنظل متمسكين به حتى تعود الأغنية إلى سابق عهدها ويعود لها شعراؤها وملحنوها ومطربوها
ولابد للحمام المهاجر أن يعود في "يوم من الأيام"