الأزهري: مهمتي في البرلمان إعادة بناء الشخصية المصرية

قال الدكتور أسامة الأزهري عضو الهيئة الاستشارية لرئاسة الجمهورية والأستاذ بجامعة الأزهر: إن تعيينه بالبرلمان المصري نائبًا للشعب يأتي في إطار المهام العلمية التي يقوم بها عالم الدين للمساهمة في إعادة بناء الشخصية المصرية، وبعث مصانع الإنتاج الحضاري، من خلال دراسة المشكلات والمعوقات المنغصة على المصري حياته والحائلة دون إطلاق الإرادة المصرية القوية المبتكرة عبر التاريخ.



 



 



 



وأضاف الأزهري في لقائه بفضائية "سي بي سي" ببرنامج "ممكن"، العمل البرلماني يسهم في الاقتراب من ملفات بعيدة عن عالم الدين، لكنها تصب في الإطار العام الذي يسعى إليه عالم الدين ب إيجاد الحلول ودراسة المشكلات التي تعوق السير الطبيعي لحياة الإنسان دون عقبات مختلقة نتيجة العقلية الرافضة للتقدم المعطلة للتطور والبناء.



 



 



 



 



وردًا على سؤال عن رأيه في الخلاف بين المفكرين والمؤسسة الدينية الرسمية بمصر الممثلة في الأزهر بسبب حبس الإعلامي إسلام بحيري بعد القضية التي رفعها الأزهر ضده، أكد رفضه اللجوء للقضاء بسبب الخلاف الفكري، مشددًا أن الفكر لا يواجه ألا بالفكر، وأن اللجوء للقضاء بسبب أطروحة فكرية مرفوض، وأنه من غير المقبول إقحام القضاء في المعمعة الفكرية، وإذا كان هناك تجاوز أو خطأ فالمنطق يقضى بأن الخطأ لا يقابل بمثله.



 



 



 



 



وأعلن الأزهري أنه سامح جميع من تطاولوا عليه بسبب الصورة التي نشرها علي صفحته الرسمية "بالفيس بوك" أثناء مصافحته كلبًا، وقال القضية التي أثارتها تلك الصورة مهمة وحيوية تفتح مجالا إعادة النظر في مكونات بناء الشخصية المصرية والتغيرات التي طرأت عليها ووصلت بها للحد الضيق الذي ينعكس على مفهوم الرحمة العامة بالإنسان والحيوان، وهذا ما بدا واضحا في التعليقات التي تابعتها ردا على تلك الصورة، والتي يبدو منها تجاهل تام للتكليفات الربانية بالتزام قيمة الرحمة، حتى مع المخالفين في العقائد، وليس ببعيد مطالبة المولي نبيه موسى عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام بالرفق في محادثة فرعون وأمره سبحانه المسلم بأن يحسن لوالديه المخالفين له في العقيدة، فأنبياء الله صبوا في وجدان البشرية أنوار الوحي، فهناك 124 ألف نبي في تاريخ البشرية جاءوا برسائل لصالح البناء الإنساني المستقيم.



 



 



 



 



 



وفي حديثه عن الشخصية المصرية أكد الأزهري أن الإنسان المصري لا يزال قادرًا علي الإبداع، وأن منبع التجديد الفكري والإبهار الحضاري منذ بناء الأهرامات حتى حفر قناة السويس الجديدة يحتاج فقط إلي إزالة الشوائب التي علقت بالفكر المصري المتجدد، وضرب الأزهري مثلًا بمسجد السلطان حسن الذي جاء بمثابة بناء أذهل المعاصرين والسابقين، ووصل بالقائم على تنفيذه إعلان التحدي لمن عاصروه بأن يستطيعوا هدمه في ثلاثين عاما، رغم أنه بنى المسجد في 3 أعوام، وظل المصريون يتجاهلون قيمة ذلك البناء المعماري الذي يضاهي الأهرامات حتى لفت انتباههم إليه زيارة الرئيس باراك أوباما ووضعه ضمن أجندة زيارته لمصر مشاهدة مسجد السلطان حسن.



 



 



 



 



 



كما أشار الأزهري أن مصر قوية فتية متجددة لن تنهار مهما واجهت من تحديات، فأية حضارة قابلت التحديات، لكن هناك فارق كبير بين تحديد حجم الخطر للتعامل معه، وبين اعتباره شهادة وفاة لحضارة، وليس الواقع عنا ببعيد فالفريق سعد الشاذلي يقول في مذكرته: إنه وجد أن نقطة تعادل القوات المصرية مع القوات الإسرائيلية بعد هزيمة 1967 يحتاج 30 سنة، ولكن الرجل بالعزيمة استطاع في 3 سنوات أن يحقق الحلم المصري، فالحضارات لا تغتال بل تموت انتحارًا ويأسًا.



 



 



 



 



وطالب الأزهري القائمين على الشأن المصري توفير الحد الأدنى للمعيشة اللائقة بما يسهم في تخفيف حدة الفقر السبب الدافع لكافة الجرائم الأخلاقية المنتشرة في أي مجتمع، فالفقر يوازي الكفر، لذا قرن بينهما الرسول صلَ الله عليه وآله وسلم في دعائه، مستعيذًا بالله من الكفر والفقر، حيث يسهم الفقر في دخول الإنسان صراعًا نفسيًا بين ما يؤمن به وبين ما يعانيه، فلو كان الفقر رجلا لقتلته.



 



 



 



 



واختتم حديثه المجتمع بصفة عامة السعي لإعادة الثقة بالنفس، وتجنيد وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق هذا الهدف، وليس الأمر قاصرًا على أجيال التواصل الاجتماعي بل الفلاح في حقله العامل في مصنعه مسئول عن المشاركة في تلك الحملة، مذكرًا أنه سيطرح خلال الأيام المقبلة كتابا بعنوان "الشخصية المصرية.. خطوات علي طريف استعادة الثقة"، مؤكدًا أن القيادة السياسية المصرية واعية ومدركة لأهمية إعادة ثقة الإنسان بنفسه، وهذا ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي مسبقا بقوله لو استطعنا إعادة ثقة المصري بنفسه، فهذا يعتبر نجاحًا هائلاً.