آمال سالم تكتب عن .. الأرامل والمجتمع

كتب القدر على الأرملة مواجهه الحياة غالبا وحدها وان تعيش محنة تختبر إرادتها ، وتكشف معدنها وتجعلها تحيا حياة قاسية مغلفة بالخوف على كل شيئ ، والأرملة عندما تبدأ مشوار الترمل تواجه مشاكل قد تكون إقتصادية فتضطر للخروج للعمل وقد ترضى بأعمال لا تتناسب مع مستواها العلمى والإجتماعي ، وهناك مشكلة كبيرة وهى تعرضها للإشاعات والأقاويل فتكون بذلك مثل الجرح الذى لا يندمل ، فإذا اهتمت بمظهرها آملة فى هذا أن يغير أو يخفف الحزن الساكن نفسها، يدعون أنها ليست حزينة وأنها تبحث عن عريس وهى دائما فى قفص اتهام وعلامة استفهام

والغريب قد يظن البعض أنها أصبحت ملكة أخذت مكان زوجها على العرش وتملك زمام امرها وليس ورائها رجل له متطلبات تحسدها إحداهن بقولها لها ارتحتي وتراهاكل واحدة من هؤلاء بمقدار تفكيرها بمعنى كل من تحس بقسوة زوجها أو ببخل أو خيانة تحسدها أنها ارتاحت ويغيب عنهن أنه أيضا صبر عليها وكان يعانى فى بعض الأحيان منها.

ويغفل عنهن أن الأرامل تجمع شتات أنفسهن وينهضن من كبوات الحزن والبكاء ليرسمن ابتسامات وقوة وهمية حتى يستطعن الإندماج فى المجتمع الذى كثيرا ما يقسو ويجعلنا أمام ميكروسكوب لتحليل لماذا نضحك وماذا نرتدى ولماذا نخرج كثيرا بل ولماذا نحب العزلة والمكوث فى المنزل بمفردنا ، وهنا تحدث النتيجة التى لايتوقعها البعض نحن مازلنا على قيد الحياة ، أقول نعم مازلنا على قيد الحياة مازالت قلوبنا تنبض
إلى كل أرملة.

نصيحتي لكل أرملة لاتهتمى إن قالوا أنك قوية وأنت فى قمة هشاشتك ، ولا تهتمى إن قالوا تضحك وقد تضج عينيك بالدمع والإنكسار ، ولا تهتمى إن قالوا لا تهتم وأنت محفور داخلك بركان ألم.

إن الثقافه الدينية والوعى الإجتماعى يبعد عن الأرملة الشبهات والأحكام الجائرة عليها بل جعلها في الجنة.

ففى الحديث الشريف
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(مارأيت أحد يسبقني إلى الجنة إلا امرأه سعفاء الخدين قال وما سعفاء الخدين يارسول الله
قال: إمرأه ترملت على الأيتام فربتهم )
فأنتى حبيبتى الأرملة فى معية الله وإن جار عليك المجتمع ونال منك البعض بالظن السوء .. عودى إلى الحياة ،ولا تلتفتى لكلمات تطلقها أفواه لم تعلم شيء عن الرحمة.