الكاتبة آمال سالم تكتب عن : إئتلاف النعم

ليس كل ما يحتاجه المرءُ هى نعم مفقودة ولاكل مايفقده هو إحتياج٠٠ فالحمد.لله على أصغر النعم وأكبرها ٠٠والحمد لله على أبسط النعم وأعمقها
وأحيانا نجد أن الله يبتلينا ببعض إلابتلاءات لنتذكر نعم الله ، وهذه نفسها نعمة كبيرة من الله كي نرفع أيدينا بالدعاء ، فاللهم إن شكرك نعمة تستحق الحمد فعلِمنا يارب كيف نشكرك
فالحمد لله على عطائه والحمد الحمد لله على منعه
حتي الشئ الذى نشعر به كثيرا ونمل منه فهو نعمة.
ومن أعظم البلايا إئتلاف النعم فما أخطر على المرء من أن يألف نعمة ويتعود عليها ولا يشعر بقيمة وجودها إلا حين يفقدها.
فلنفيق أحبتي إلى نعم الله ونشكره على مافى أيدينا اليوم قبل أن نتمناه غدا
فكثيرا ما نرى البعض يحزن حزنا شديدا لفقده لعمل ما وهذا طالب تمني أن يحصل على درجات أكبر في الإمتحان ونقِم هو وأسرته علي الدنيا وتعبوا من المقارنه بينه وبين فلان المتفوق ونسوا أفضال الله الكثيرة ، وهذه أم حزنت أن الدنيا لم تعطيها زوج ذو مالِ وأبناء في كليات مرموقة
وتلك أُخرى فتاه أظلمت الدنيا أمامها واعتبرتها النهاية لتأخر زواجها ولكن لا وكلا فنِعمُ الله المحفوظة علينا أكبر من المفقودة ، إسجدوا لله شكرا على عطاياه .
فماذا ينقُصكِ أيتها الأم إذا كُنتي تُمَشِطين شعر إبنك وغيره سقَط شَعره ..
وماذا ينقصَك أيها الشاب الحزين على نصيبك من عملك وأنت تنام بين إخوتك وغيرك ينام وحيدا في أحد المستشفيات.
وماذا ينقصك أيتها الفتاة الحزينة على تأخر زواجك وتنسي أنك تملئي الدنيا نشاط وحركة ولهو وغيرك ينام في أحضان الخراطيم والأنابيب .
كم تساوي الدنيا في نظر هذا الصبي المريض وقد أصبحت مساحتها هي المسافة بين فراشه والحائط المقابل له؟
شفي الله كل مريض وبدد قلقه أمنا وسكينة ...ومرضه صحة وعافية ٠ ويأسه أملا وإنطلاقا
وأنتم يا أصحاب الأورام ،
إن الأورام لاتعجل موتا أخَّرَهُ الله.
وياأصحاب الأورام مادون مثاقيل الذرة من آلامكم يحفظه الله ويبدله حسنات
وياأصحاب الأورام جعل الله الكيماوي فِداءاً لكم من نار السعير .
وياأصحاب الأورام هل يُرضيكم أن يجعل الله جزاء ما قطع منكم وصلا به يوم القيامة؟
وياأصحاب الأورام إن فى إسترواح قلوبكم بذكر الله ليخفف عما يُثقِل أجسادكم .
وياأصحاب جميع الأمراض شفاءُ عجباً وأجرُ عظيمُ فصبرُ جميل.
فلنرجع أحبتي إلى حقيقة أنها تعمي الأبصار لتري ماتهوىَ فقط فتهويَ فى دَرَك الغفله والمعاناة .
ولو رُزِقَ العبد الدنيا ثم قال الحمد لله لكان إلهام الحمد أعظمُ النِعَمْ لأن نَعيمُ الدنيا يزول ويبقي ثواب الحمد .